متى ألقاك ؟! .. الجزء الأخير


تفوت الثواني ... والدقائق .. ساعة .. ساعتين .. أكثر من ثلاث ساعات

!!!وبشرى مغمى عليها


لم تشعر الخادمة بذلك ،، فقد كان الباب مقفلا عليها


أفاقت بشرى على صوت آذان صلاة الفجر ... وكانت رأسها تكاد تنفجر من الصداع

كان الدفتر مرمياً بجانبها ... وكأن نومها العميق أنساها ماحدث !!! قامت وتوضأت ثم صلت

وهي تصلي النافلة تذكرت فأجهشت بالبكاء ..وظلت تدعو الله من قلبها .. وتكبي

إلى أن فرغت وقد استغرقت الركعتين ثلث ساعة تقريباً !! صلت ركعتي الفرض .. وجلست لقراءة الأذكار

كانت تقرأ ذكر ... وتسرح .. ثم تعود لتقرأ آخر ... وتسرح


فحاولت الانتهاء من ذلك ومن الأذكار وقامت مسرعة للدفتر مرة ثانية ... فقد نفذ الصبر

ولم تستطيع التظاهر بالنسيان أكثر من ذلك


أمسكت به ...وكالعادة ايديها مرتعشة...وترتجف..

ثم أكملت آخر جزء من الدفتر

"


لم أحتاج لأن افتح الرابط ...فكل شيء واضح جداً

المرض بلا شك مميت ... بل ومعدي...كانت الدنيا تلف بي وتدور !!

ودخلت احتياطا لأتأكد .. ولا أدري لماذا كنت متبلد المشاعر حينها ؟؟

لم يخفق قلبي لرؤية تأثير المرض !!! ولم أصرخ أو أحزن

كل مايهمني هو شيء واحد .... بل هو الشيء الأساسي في حياتي كلها

بشرى

ضغطت على الرابط .. وجدت كل شيء عن هذا المرض النادر

وهو يكاد يكون اشبه بالطاعون الرئوي .. ولكنه مختلف قليلا في بعض الأعراض

وتلك الأعراض .. كانت نفس أعراضي .... فصبّرت نفسي قائلا : لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا


أغلقت الجهاز... ..

وخرجت كي أواجه بشرى ... وأخبرها

ولكن .. !!!

تراجعت سريعاً .. كيف سأخبرها؟؟

بل

إنه معدي !! هل إذا ظللت معها ستنتقل العدوى إليها ...وتموت؟؟؟

انفطر قلبي حزناً ... وجفت دموع عيني ... شعرت بأن الدم لا يسري في جسدي

وجاءت لي فكرة واحدة ... وهي قرار الرحـــــــيل


لملمت بعض أشيائي الخاصة...وقررت أن أذهب في بيت بعيييد عن الناس ..وحدي

فلإن أموت وحدي ... خير وأهون عليّ من أن أكون سبباً في موت آخرين

ولكن .. بشرى

.. أسأتركها ؟؟ ألن أراها ثانيةً .. كيف ذلك !! هل سأترك قلبي وأرحل عنه

هل ستنقطع أخبارها عني ... وسأكون في عالم ..وهي في آخر

أسنفترق ... كيف وقد وعدتني ووعدتها بأن لا يفرقنا إلا ........الموت

نعم ... الموت

يارب ... يارب ... لأول مرة بكيت بحرقة .. فلا أتخيل أني لن ارى قرة عيني ثانية

ولكن ....... كل من عليها فان

هذا قدري ... وأنا مؤمن به ....

الآن

أنا ذاهب كي أخبرها بقرار سفري هذا ... وقد كتبت لها خطاباً

" ذاهب للموت كي يحيا قلبي ..ألقاكِ في الجنة يارفيقة عمري "

نعم ... فإني سأبتعد عنها ... كي تعيش .. قلبي ووجداني ،،بشرى

وسأموت أنا

ولكن لا يهم ... كفى أن قلبي سيظل ينعم بالحياة


أستودعكم الله

"


بشرى .. تحاول أن تتنفس ولكنها لا تسطيع...التنفس بصعوبة شديدة

من كثرة البكاء جفت دموعها ... وظلت تتأوّه وتتنهد ... والألم يزداد

ولا يفارق عينيها خيال زوجها ... ولا يفارق بالها تضحيته من أجلها

ولكن الألم يزداد أكثر من كل يوم


دخلت الخادمة على صوت أنّاتها ... وأخذتها سريعاً وذهبا للطبيبة.. زوجة الطبيب الذي ذهب إليه زوجها!

كشفت عليها....

وعاد الموقف يحدث من جديد ... الموقف الذي حدث مع زوجها

تطيل الطبيبة الكشف .. تسألها نفس الأسئلة ... وأخيراً

تنادي على زوجها .. يظلان يتهامسا ثم

يخبراها بإسم مرض .. منذ شهر أو أكثر وهي مصابة به ..

... وتكتشف ......بأنه نفس المرض الذي أصيب به زوجها

أو بمعنى أقرب للواقع

الذي نقلت عدوته ...... لزوجها

!!!!!!!!


------------


عادت للبيت ولا تدري بنفسها

الألم زاد ... والدمع جف ... والقلب تحطم

تردد بصوت متقطع

أنا ... من .. نقلت .. إليه ..العدوى

أأ ..أنا من .. أصبت به أولا ... وهو؟؟

ظن أنه سيعديني ... فرحل

رحل .. ولم يدري بأن ... رحيله جعلني ... أتحطم شيئا فشيئا

ولم يكن يعلم ... بأني هي التي .. ينبغي أن .. ترحل

آااااااااااه

قالتها من قلبها وبصرخة لا تُسمع


أين أنت الآن تأتي لنموت سوياً

أين أنت لتمسح دمعي

أين أنت لتخفف من ألامي

وألان ... ألست محتاجُ إليّ؟؟؟؟

ألا ... تريدني أن أكون معك

لماذا رحلت

لماذا

لماااااااذا

ل... م..ا..ذ...ا


هكذا كانت .. نفسها يتقطع

روحها تكاد تصعد إلى بارئها

تأن وتشتكي ولا يسمعها غير إلهها عز وجل

عالم بحالها ... وحاله

لحكمته عز وجل يقدر ذلك ... وكلاهما مؤمنين بذلك

ولكن

الفراق

والألم

والحزن

والدموع

غلبهما كل ذلك ... حقاً لم يستطيعا وحبهما أن يصمدا أمامه

ولكنهما يتحملا الألم من أجل صبر جميل يريدان أن يلقيا الله عليه

أما ألم القلب

لم يستطيعا تحمله .. أبداً


طرقت المنضدة جانبها ..كي تسمع الخادمة ... وأتت

فقالت لها ..

ائتِ .. لي بصند..وقي الذي...في..دولابي

وهذا هو...المفتاح

وأخذته بشرى والتقطت منه ... ذاك الظرف والقلبان المرسومان عليه

والمصحف الذي بداخله زهرة الغاااالي ... ضمت المصحف لصدرها

ونظرت لكلمات الخطاب ... أول مالاحظته عيناها تلك الأربع نقاط


....ابتسمت خجلا وقالت بصوت رقيق .... وأنا أيضاً..والله وأنا

.وسالت دموعها تبلل وجنتيها برفق


أحست بارتياح شديد...فهكذا لن تعيش بدونه

ولا هو ايضا سيعيش بدونها ...


تشهدت بهدوء ... ونظرت إلى كلمات الحبيب " ألقاكِ في الجنة يارفيقة عمري " أومأت برأسها


وابتسمت وهي سعيدة .. مرتاحة ...آتية إليك يارفيق عمري ... أومأت براسها يميناً


...ثم

ماتت


وهكذا كانت اللقيا


تمت




18 التعليقات:

امنية ٤ سبتمبر ٢٠٠٧ في ٢:١٠ ص  

حب صادق..
جميله جدا جدا يا لؤلؤه
اعجبتنى جدا
سلمت يمناك
....

اللؤلؤة Nehal H Hamza ٤ سبتمبر ٢٠٠٧ في ٢:١٧ ص  

أمنية ياحبي
الأجمل جدا جدا وجودك
بجد عجبتك؟
ربنا يخليكِ
النهاية تكاد تكون مؤلمة جدا
لكن
ذي مقلتي
حب صادق

نادر فعلا يكون فيه اتنين كده دلوقتي
يعني مجرد حلم ان كل اتنين يكونوا ذيهم

أو ليه لا
ممكن فعلا يكون موجود
يااااريت
يكون موجود حب صادق كده


سلمتِ من كل سوء
وحفظكِ الله لي
....
جداااااااا

@y@t ٤ سبتمبر ٢٠٠٧ في ٢:٢٧ ص  

ياااه
في حب بالطريقة دي
اكيد في القصص بس
من القصص اللي بتتعبني نفسياً القصص دي وبفضل متأثرة بيها كتيييييير

ماشاء الله كانت رائعة
ومافيش اي انتقادات غير انك عذبتيني معاكي

اكتر حاجة عجبتني في القصة ال .... ياااه ما اجمل تلك اللغة
من اجمل لغات الحب

رزقك الله حباً صادق مثله يا نيهاااا

اللؤلؤة Nehal H Hamza ٤ سبتمبر ٢٠٠٧ في ١١:٠٦ م  

آمين يايويو وإياكِ ياحبي
بجد الحب الصادق منش مجرد كلام في قصص
أو أحلام في خيال إحدانا

ممكن فعلا يكون حقيقي
وهو أصلا حبهما كان خالص لله
فماكان لله دام واتصل

أنا كمان عجبتني جداً حكاية .... أصلها لغتي المفضلة :D

بجد أسعدني متابعتك واندماجك مع القصة
ربنا يخليكِ ياقمر

! Eslam ! ٤ سبتمبر ٢٠٠٧ في ١١:٣٢ م  

:D محجوز

انا بسجل حضور بس

ليه عوده ان شاء الله للقراءة

اللؤلؤة Nehal H Hamza ٤ سبتمبر ٢٠٠٧ في ١١:٤١ م  

في انتظار حضرتك

جزاك الله خيرا

جمعاوى ٥ سبتمبر ٢٠٠٧ في ١:٠١ م  

خلتيينى أقرا الأجزاء اللى فاتت

" أعتذ عن عدم متابعتى المدونة باستمرار "

لامسنى البكاء بعد إنتهائى


جزاكم الله خيرا

اللؤلؤة Nehal H Hamza ٥ سبتمبر ٢٠٠٧ في ١:٣٧ م  

أخي سيف الله
شرفني مرورك الأول في مدونتي

وأنا من أعتذر لأني لم أزور مدونة حضرتك من قبل
لكن سأتابعها بإذن الله

وجزاكم الله وإيانا خيرا كثيرا

أريج ٥ سبتمبر ٢٠٠٧ في ٤:٤٨ م  

لؤلؤتى
نهاية صعبة
لربما تخيلت النهاية كما أخبرتك...
صدقينى أدمعتى عيونى....
القصة رائعة...
سلمت يمناكِ لؤلؤتى

اللؤلؤة Nehal H Hamza ٥ سبتمبر ٢٠٠٧ في ٥:٣٤ م  

عذرا حبيبتي إذا كنت سبباً في دموع عينيكِ
أعلم بأن النهاية صعبة
وأنا أكتب فكرت أن أجعلها نهاية سعيدة
ولكن لا أدري لماذا أصبحت النهاية السعيدة في القصص الخيالية فقط!!!
أما الواقع دائما مؤلم

حبيبتي جدا في الله
أريــج

تعطرت القصة بقدومكِ الغالي
سلمتِ لي

! Eslam ! ٥ سبتمبر ٢٠٠٧ في ٨:٥٢ م  

ليه كدة بس يا لؤلؤة
النهايه صعبه اوووى
سلمت يدك واستمرى فى كتابه هذه القصص
:) المره دة اكثر من رائعه
:( ولكن النهايه صعبه جدا

اللؤلؤة Nehal H Hamza ٥ سبتمبر ٢٠٠٧ في ١١:٣٨ م  

هي النهاية فعلاً صعبة ومؤلمة
عذراً لأني خليتها كده
لكن معروف ان نهايات اي قصة بتكون سعيدة
فحبيت اغير
ولأن سياق القصة مؤثر ومايل للألم أكتر من الفرحة

شرفني متابعتك الدائمة يا أخ إسلام
جزاك الله كل خير

الفقيرة إلى الله أم البنات ٦ سبتمبر ٢٠٠٧ في ١٠:١٣ م  

ماشاء الله تبارك الله
يا صغيرتى قلبكم موهوب وكلماتك راقيه وإسلوبك رائعه
بوركت
هذه هى النهايه المنطقيه..لم تعد النهايات السعيدة
منطقيه
نحن نعيش وسنعيش فى كبد....
بوركت يا صغيرتى

اللؤلؤة Nehal H Hamza ٧ سبتمبر ٢٠٠٧ في ١٢:٣٣ ص  

أمنا الحبيبة
لو تعلمي كم سعدت بقدومك الغالي
حفظكِ الله حبيبتي
وشرفاً لي إعجابك بالقصة

ومعكِ حق في ان النهاية المعتادة هي النهاية المؤلمة
ولأن الواقع دائماً مؤلم

بوركتِ ياغالية
....
كثيرااا

لؤلؤة الزمن ٧ سبتمبر ٢٠٠٧ في ٥:٢٨ ص  

قصة رائعة ومأثرة....

ردي جه عالجزء الثالت ..

كان المفروض عالجزء الاخير اللي هو ده...

بس غلطه بقا:)

أحبكِ في الله

اللؤلؤة Nehal H Hamza ٧ سبتمبر ٢٠٠٧ في ٥:٠٥ م  

لؤلؤتي
أحبكِ الله الذي أحبكِ جدا فيه

....
ربنا يخليكِ ليا ياعيوني

أخـت فـى الله ١٤ مارس ٢٠٠٨ في ٧:٣٠ م  

اموت انا فى قصص الحب الكئيبة
لكن اللى بيعجبنى فيها اكتر
هى التى تكون ممزوجة ببعض الالتزام
بحسها قريبة منى ومن اللى عايزة اعمله ان شاء الله
جزاك الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك ان شاء الله

اللؤلؤة Nehal H Hamza ٤ يوليو ٢٠٠٨ في ١:٥٤ ص  

أهلاً بيكي يا شيمي في مرورك الأول في مدونتي...
جزاكِ الله خيراُ ياقمر
وأسعدتني إنها من النوع اللي يعجبك...


دمتِ بخير
:)

ليكن حبّ الله ..هو مظلَّـتك في الحياة

ليكن حبّ الله ..هو مظلَّـتك في الحياة