" لا تقنـــطوا من رحمة الله 2 "




يُفتتح القرآن بسورةٍ قد طُبعت على قلوبنا...

..نرددها كثيراً...

...فأصبح لساننا يسردها عن ظهر قلب.

...ولكن !هل نتدبر معانيها...

.ونعلم أن نور الرحمة الإلهية يشع من بين كلماتها.


..فنبدأ..

.بسم الله الرحمن الرحيم.

..لتعلم..

.أنك ستقرأ كلمات الرحمن الرحيم...

.فلا تقنط من رحمته عندما تمر على آيات يفزع منها قلبك..

.ولا تيأس إن وجدت صفاتك لا توافق صفات المتقين.

.بل تذكرأنك بدأت قراءتك باسمه...عزوجل

الرحمن....كثير الرحمة ..غافر الذنوب

الرحيم...الذي وسعت رحمته .. كـــل شيء..


.تحمد الله على تلك الرحمة الواسعة...

وتعود...لتذكر صفتيه الرائعتين من جديد!!

الرحمن الرحيم

يا الله....لقد كررناهما كثيراً

فنستشعر قولك لنا ... " أثنى عليّ عبدي "

هذا ثنائنا الذي نخلطه برجاء..

.وهو أن ننال من تلك الرحمة...وتلك المغفرة

فتقول لنا " ولعبدي ما سأل "

طمعٌ منا في رحمتك ومغفرتك.

..وأمل منا في أن كل ما في الحياة يهون

طالما أن لنا رب مثلك

رحمن....رحيم



فتذكّر أخي ...

حين تضيق بك الأحوال..

وتفتح صفحات القرآن...وتقلبها..

.أنك ما إن تقلب صفحة تدبرت معانيها...إلا ورميت وراءها كل همومك ..وأحزانك.


.ولا تجعل الحزن يتغلب عليك...

واترك للأمل مكاناً بين ضلوعك..

.اجعله مرأى بصرك..


كن واثقاً من رحمة الله بك

...واثقاً...و واثقاً فقط !


لا تدع مجالاً لليأس والإحباط.....

..والآن.

.وقفة مع النفس.

..ثم نتابع

..مع " يونس "


و..." وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم"


بإذن الله

" لا تقنـــطوا من رحمة الله "


حائرٌ...
..لا تدري أين الطريق.
..تبكي.
.ولا تجد أحداً يجيب..
.يضيق بك الحال..
..تشعر بأنك دوماً
غريب...؟
توقف
وقبل أن تجيب.
.لا تنسى
!مهما كان الحال أخي
لا تيأس...
انسى تلك الهموم
....وفكّر معي..
..من هو الرحمن...
.من هو الرحيم...
.وإذا فكّرت في ذلك.
..فستنسى اليأس..
.ولن تقنط من رحمة الله....

إخوتي الكرام..
هل تفكرتم يوماً بتلك الآية الرائعة..
" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم "
كم ضاقت بنا الأحوال...
.وتلاطمت بنا الأمواج...فكدنا لا نصل إلى البر إلا بعد عناء
وكم قلت همتنا..
وضعفت قوّتنا....
كم تبدل الحال من حالٍ إلى حال !
ولكن
هل تذكرنا ...وفي تلك الأثناء
أن لنا ربٌ رحيم...رحمن...
" يغفر الذنوب جميـــــعاً "
يا الله!
جميعها...أيعقل ذلك !
نعم أحبتي...يغفرها جميعاً....إلا أن يشرك به...
نعوذ بالله من الشرك الأكبر..أو الأصغر...
أمع تلك الرحمة اللامتناهية...
وننسى أن لنا ربٌ غفور.
...رحيم...أرحم بنا من أنفسنا...
والله إني لأخجل من نفسي أمام رحمة الله...
.كيف نُذنب...ونشعر بالحزن والضيق من حياة فانية..
.ونعود إلى الله..
.ثم نرجع من جديد....لما كنّا عليه من غفلة !!
أما سمعنا قول الله في حديث قدسي
" يا ابن آدم إنك ما دعوتني...ورجوتني ...غفرت لك على ماكان فيك ..و لا أبالي..."
يا الله
ألنا بعد ذلك أن نقنط من رحمة الله !!!
" يا ابن آدم .... لو بلغت ذنوبك عنان السماء ! ثم استغفرتني ...غفرت لك ..ولا أبالي "
يا الله
تسائلوا يا إخوتي...
كل منكم يسأل نفسه...
كم بلغت ذنوبه!!
ومهما كثرت....وظننت أنها لن تُغفر!
فاعلم أن عنان السماء أقصى شيء تصل إليه ذنوبك.
..ورغم ذلك..
." غفرت لك ولا أبالي "
والله لا أجد بعد ذلك القول كلام !
" يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا.... ثم لقيتني...لا تشرك بي شيئا...لأتيتك بقرابها مغفرة "
ماذا نقول!!
ألنا أن تضيق أنفسنا مما اقترفنا...ونكره حياتنا
ونبكي ....كمن ليس له أحد يشكو إليه !!
ولنا إلهٌ غفورٌ رحيم..
.ليس مثله شيء...
والله لا نستحق تلك الرحمة....والله لا نستحقها..
.ولكن نطمع أن يرحمنا الله ويغفر لنا..
أخوتي...
بعد كل ذلك
...أظن أننا بحاجة كي نقف مع أنفسنا
...ونستمع جيداً...
ونفهم قوله عز وجل
" لا تقنطوا من رحمة الله "
!

هنا ،،
وعلى هذه الصفحات.
..نستعرض بعض من صور رحمة الله...
نقتبسها من آياتٍ أو أحاديث..
.نتفكر فيها جميعاً....
لكي لا ننسى
ولا نقنط..
.ونظل دوماً متذكرين..
.أنه لولا رحمة الله ما حيينا تلك الحياة...
..

ليكن حبّ الله ..هو مظلَّـتك في الحياة

ليكن حبّ الله ..هو مظلَّـتك في الحياة