أثناء شرودها في ذلك الخطاب المؤلم الذي تركه لها حبيبها .. الراحل
انتباها شوق وحنين أن تتفقد ممتلكاته الخاصة .. ففي يوم رحيله جمعت كل ممتلكاته في غرفة خاصة
دخلت الغرفة .. اشتمت رائحته .. رائحة عطره الخاص تفوح في أرجاء الغرفة... بكت بشدة فقد اشتاقت له إلى أقصى الحدود .. تذكرت عندما كانا في فترة الخطوبة ... كان يرسل لها مع أي هدية كارت صغير به عبارة ..
لن أترككِ أبداً ماحييت !! ... تنهدت وقالت " أكنت تضحك عليّ ؟ ...لماذا تركتني وخلفت وعدك !! لا أدري
لا أدري "؟
وعادت للبكاء مرة أخرى .. فمنذ رحل عنها زوجها منذ خمسة عشر يوما وهي لا تسكت عن البكاء .. ولم تذق طعم الابتسامة أبداً .. خاصة وأنها تعيش وحدها .. هي والخادمة .. فقط
شردت وتذكرت أيام الخطوبة .. عندما كان يتصل بها ليلا كي يقوما لصلاة قيام الليل ..
هو في بيته وهي في بيتها ولكن قلوبها مأتلفة معاً
وعندما كانا يتفقا على أن يختما القرآن .. ومن يختمه أولا ، يجب على الآخر أن يأتي لها بهدية
ابتسمت عندما تذكرت انه كان من يغلبها دائماً .. وكانت سعيدة بذلك لأنها تجلب له الهدايا
تذكرت عندما ذهبا للعمرة سويا بعد زواجهما ببضع شهور .. ما كان أجملهما في رحاب الله ومعيته
وعندما كانت تقول له .. إذا تركتني في يوم من الأيام سأموت
لا أتخيل أبداً الحياة بدونك
وكان يقدر شعورها جدا .. لدرجة أنه كان يخاف أن يشعرها بألمه إذا كان مريضا مثلا خوفا عليها من رد فعلها
آآآه...تنهدت تنهيدة حنين للماضي وقال ..ليت ما نتمنى عودته ..يعود
مدة زواجهما هي عام وبضعة شهور .. ولكنها تشعر أن ذلك العام هو حياتها
كانت من قبله بلا حياة ... وأصبحت من بعده بلا أمل
في أثناء شرودها وتذكرها للماضي المفعم بالإيمان والحب بينها وبينه
نظرت لشيء يبرق من بين الملابس في دولابه .. مسكت ذلك الشيء فوجدته صندوق فضي رائع ..
وقد حفر عليه اسمها !! .. قالت متعجبة : يا إلهي ، لم آره من قبل !! أين كان؟
كان مقفلا ولا يفتح !! حاولت بكل طريقة أن تفتحه ..ثم نادت على الخادمة وقالت لها
يافتاة تعالي إلى هنا ومعكِ مقص أو سكين :
جاءت الخادمة ومعها سكين صغير وجاءت لترى ماذا يحدث !! فأخبأت بشرى الصندوق وقالت لها ..
هل يمكن أن تخرجي قليلا ؟
خرجت الخادمة بصمت .. وفعلت بشرى هذا لأنها لا تحب أن يطلع أحد على خصوصياتها وخاصة إذا كانت تتعلق بأغلى من بحياتها ... فحينها تحب أن تنفرد مع نفسها ..وتكتشف الأمر بمفردها
!!! حاولت فتح الصدنوق الفضي الرقيق .. وأخيراً فـُتح
ارتجفت وخفق قلبها بشدة .. تُرى ماذا يحوي صندوق خاص بزوجها وعليه اسمها؟!؟
عندما فتحته ظهرت منه رائحة عطرها المفضل... ابستمت ابتسامة خفيفة
وقالت : رقيق أنت حتى في غيابك
!!الصندوق حجمه كبير...فتشت بداخله لتجد
أنه ماترك شيئا جلبته له كهدية أو تذكار إلا ووضعه في ذلك الصندوق..
الصندوق به هداياها له .. وخطاباتها .. والزهرات التي كانت تهديها له ..
حتى وريقات الشجر التي كانت تقتطفها وتعطيها له ...
دمعت عينها ولكنها ابتسمت ...ففعله هذا أكسبها كثيرا من الأمل
وفي ظهر الصندوق ورقة بخط يده الجميل يقول فيها
!!ليت هذا الصندوق قلبي
يااااه: قالت بشرى
كيف لم أكن أشعر بذلك ؟؟ لماذا لم أره حين كان هنا
كنت أظن أنني فقط من معي صندوق أحتفظ فيه بهداياه
ولكنه اتضح أنه معه صندوق أجمل ... وكلماته به أجمل وأجمل
ليتك معي !!
قالتها وهي تستمر في البحث عن أشياءها
وفجأة تحسست شيئا صلب في آخر الصندوق
ماهذا ؟ إنه دفتر مذكرات..
فتحته لتجد به العديد من الصفحات
أول صفحة تاريخها هو تاريخ يوم خطوبتهما
وآخر صفحة تاريخها
!!! تاريخ يوم رحيله
لم تصدق عيناها
أستعرف الحقيقة كلها من خلال تلك المذكرات؟؟
هذا ماسنعلمه في الجزء الأخير من القصة
يتبع >>
ها؟ عجبتكم