توبةُ نَفس
.
.
أوّاه يا نفسٌ تعاهدَت المعاصِي :: فلــم تتـوبْ أو تنَـل غُفرانْ
-
وتكاثَرَت الذنوبُ في صحيفتِها :: كقطراتِ الماءِ فـي الوديانْ
-
لــمْ تقبلْ أيّ نصيحةٍ مِن أحـد :: وَكأنـــّها مّصمـــُومـة الآذانْ
-
رضِيَت بأن تكُون ضائِعةَالهدفِ :: فلمْ تَجِد ما تُريدُ حتى الآنْ
-
تَبِعَتْ هوَاها دائِـماً واستسْلمِت :: لِــما يــريدُ ذلــِك الشــيطانْ
-
لمْ تأتِ بــاب الهدى لتهْتــدي :: لم تسجُدْ يوماً لخالقِ الأكوانْ
-
حتّــى أضاعَت عُمــرها لاهيةً :: يـئِسَت فنادت ذلك الشيــطانْ
-
وحِيـــنَها جاءَها شيْـــطَانُها :: فقــال : واحَــسْرتك يا إنسَــانْ
-
أطعْتنِي بسُهولةٍ وعَصَيْت ربّّك :: أمّـا أنــا فأخافُــه الرحــمانْ
-
فَبكَتْ ولَعنتْ يومَ طاعتِها لَهُ :: وتمنَّت لــو يَعودُ بِـِها الزَمانْ
-
لكنَّها فــجأة أحسّت بألـــم :: سكَراتُ مــوْتٍ ، وقتـها قـدْ حانْ
-
فاسْتعْبَرت عيْنها بالدمْعِ قائلةً :: آهٍ ، لماذا لا أحسُّ باطْمئنَانْ
-
فحَان دوْرِي كَي أُخاطِبْها عسى :: أنْ تـرجِع وتحسُّ بالإيمانْ
-
ألا تــفيــقِي وتَنــدمِـي يـــوْماً :: ألا تـــخافِي ربـــَكِ المـــنّــانْ
-
أنْعم عليكِي بالحياةِ الغالِية :: وحَباكِ عقْلا عقلاً داوَمَ النِسيانْ
-
فنســيتِ أنّ لـــكِ رباً قادراً :: أنـــزلَ على رَســـولِه الفــُرقَانْ
-
فيـــهِ كلامٌ تعــجَزُ الخلائِـقُ :: إتْــيــانَ مثلــه ، إنّـــه القـــرآنْ
-
أمـــا اشْــتقتِ لـــرُؤية ربّكِ :: ومُصـــاحَبة نــبيُّنــا العـــدْنـانْ
-
وهـــل سَيكونُ قبرُكِ روضَةً :: مــن ريـــاضِ أجْمـــل الجِنـانْ
-
أم حُـــفرةٌ مِن نارٍ لــم يهـدأْ :: لَهــيبُها مــنــذ أقــدمِ الأزمــانْ
-
يا نــفس توبِــي وهنــيئاً لـكِ :: تــوباً نصُـــوحاً بعــدَه غُفرانْ
-
فتـــلألأ الدمْــعُ مِن عيْنيــهـا :: وبَلـــل هــاتَــــان الوجْنـــتــانْ
-
فتشهّدت ودَعت قَبُول توْبتِها :: فهـلْ جزاءٌ إحسـانكِ إحسانْ؟
-
تقبَّـــل اللهم توبَتـــنا جميعــا :: ولا تؤاخِذنا بِخطَأٍ ولا نِسيـانْ
-
رجِــعنا إليكَ يا خالِقَ الكـونِ :: ومـا فيهِ من إنسٍ ومِــن جانْ
.
.